“فيروس كورونا” لا للفزع منه، ولا للتهاون به. يُسبّب فيروس كورونا مرضاً أبرز أعراضه الحمى والارهاق والسعال الجاف، ويتعافى أغلب المرضى دون الحاجة إلى أيّ رعاية خاصّة؛ فلا تشتدّ حدّة المرض سوى لدى مريضٍ واحدٍ من بين 6 مُصابين بالعدوى، والأكثر عُرضةً هم كبار السن ومنخفضي المناعة، ويتراوح مُعدل الوفاة بين 2 و 4% مِن المرضى، وهي نُسبةٌ متدنيّةٌ إذا قُورن بفيروسي سارس وميرس. لكن فيروس كورونا أشد عدوى مِنهما. وينتقل المرض من شخصٍ مصابٍ إلى أخر عن طريق السعال والعطاس وذلك بانتقال الفيروس بصورة مباشرة بين شخصين قريبين من بعضهما “لا يفصلهما أكثر من متر واحد”، أو حين يسقط الفيروس فيعلق بالأسطح والأشياء المحيطة بالمريض فيلمسها شخصٌ آخر وبدوره يلمس عينه أو فمه فينتقل إليه الفيروس. ولتضييع الفرصة على مُستغلي الأزمات ممّن أصبحوا يبيعون الكمامات بأضعاف سعرها فعلينا أن نستوعب أن لبس الكمامة الطبية لا يُنصح به إلا للمصابين بأعراض المرض أو المُشتبه بإصابتهم ولمن يقومون برعايتهم أو يختلطون بهم – سواءً في المستشفيات أو في المنازل -، أو في الأماكن المزدحمة، وبخلاف ذلك فلا حاجة للبس الكمامة فالفيروس لا ينتقل عبر الهواء مِن مكان لآخر؛ أمّا إذا اشتبهت أنك مصابٌ، كأن تُعاني من حمى وسعال وصعوبة تنفس، وخُصوصاً إذا عدت إلى اليمن من أي بلد آخر. أو اختلطت بمن كان مسافراً، أو كنت في مركز صحي يوجد فيه مصابين أو مُشتبهين، فعليك حينها طلب المشورة الطبية، وتغطية فمك وأنفك عند السعال والعطس، واحرص عند مراجعتك للمركز الصحي أن تضع كمّامة وتتصل بالطبيب قبل وصولك أو أن تُرسل من يُخبر كوادر المركز أنك تشتبه بإصابتك كي يتم تهيئة الآخرين وحمايتهم من مخاطر العدوى، وعليك بعدها أن تلزم منزلك لمدّة أسبوعين، مع مُراعاة أنّه لا يوجد حالياً أي لقاح ولا يجدي استخدام مضادات حيوية أو أدوية عشبية أو غير ذلك لمنع العدوى. وما تحتاجه هو أن تحتفظ بمسافة لا تقل عن متر بينك وبين أي شخص يسعل أو يعطس، وتجنب الأماكن المزدحمة، وأن تنظف يديك جيدًا بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر، ولا تلمس عينيك وأنفك وفمك بعد لمسك للأشياء وللأسطح، مع تنظيف الأسطح المُحيطة بالكلور، ومع أنّ الفيروس لا ينتقل عبر الطعام لكن الأفضل تجنب الأكل في الأسواق بسب الزحام وكذلك لاحتمالية التعرض للأسطح والأشياء الحاملة للفيروس. وخلاصة الأمر أن فيروس كرونا أقل فتكاً من فيروسات كثيرة سبقته ولا يتطلب الفزع الشديد لكنه في المُقابل أشدّ وأسرع انتشاراً وأيّ تهاون في إجراءات الوقاية والحجر ومنع التجمعات قد يؤدي لنتائج كارثية خصوصاً مع قلّة الوعي ومحدودية جاهزية النظام الصحي. ونرجو السلامة للجميع.

د.عادل أحمد العماد

أستاذ مشارك- كلية الطب جامعة صنعاء قسم طب المجتمع، ورئيس مجلس الإدارة لشركة المتخصصة للتأمين الصحي.